سورة سبأ - تفسير تفسير ابن عبد السلام

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (سبأ)


        


{فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ (16)}
{فَأَعْرَضُواْ} عن اتباع الرسل {الْعَرِمِ} المطر الشديد «ع» أو المسناة بالحبشية، أو العربية، أو اسم واد تجتمع فيه المياه من أودية سبأ فسدوه بين جبلين بالحجارة والقار وجعلوا له أبواباً يأخذون منه ما شاءوا فلما تركوا أمر الله تعالى بعث عليه جرذاً يقال له الخلد فخرقه فأغرق بساتينهم وأفسد أرضهم، أو ماء أحمر أرسل في السد فخرقه وهدمه، أو الجرذ الذي نقب السد. {جَنَّتَيْنِ} ليزدوج الكلام كقوله {فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ} لأنهما لم يتبدلا بجنتين {أُكُلٍ} البرير ثمر الخمط، أو اسم لثمر كل شجرة {خَمْطٍ} الآراك «ع»، أو كل شجر ذي شوك، أو كل نبت مُرٍّ لا يمكن أكله. {وَأَثْلٍ} الطرفاء «ع»، أو شيء يشبه الطرفاء، أو شجر النضار، أو شجرة حطب لا يأكلها شيء، أو السَّمُر.


{وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آَمِنِينَ (18)}
{الْقُرَى الَّتِى بَارَكْنَا فِيهَا} بيت المقدس «ع»، أو الشام بورك فيها بالمياه والثمار والأشجار. قيل: إنها كانت أربعة آلاف وسبعمائة قرية {قُرىً ظَاهِرَةً} متصلة ينظر بعضهم إلى بعض «ح»، أو عامرة، أو كثيرة الماء، أو قريبة وهي السَّرْوات، أو قرى بصنعاء، أو قرى ما بين مأرب والشام {وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ} أي المبيت والمقيل، أو كانوا يصبحون في قرية ويمسون في آخرى «ح»، أو جعل ما بين القرية والقرية مقداراً واحداً. {ءَامِنِينَ} من الجوع والضمأ أو من الخوف كانوا يسيرون أربعة أشهر آمنين لا يحرك بعضهم بعضاً، ولو لقي الرجل قاتل أبيه لم يحركه.


{فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (19)}
{بَاعِدْ بَيْنَ أًسْفَارِنَا} قالوا ذلك ملالاً للنعم كما مَلَّ بنوا إسرائيل المن والسلوى «ح»، أو قالوا لو كانت ثمارنا أبعد مما هي كانت أشهى وأحلى، أو طلبوا الزيادة في عمارتهم حتى تبعد أسفارهم فيها. فيكون ذلك طلباً للكثرة والزيادة {وَظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ} بقولهم: {بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا}، أو بالتغيير والتبديل بعد أن كانوا مسلمين «ح» أو بتكذيب ثلاثة عشر نبياً وقالوا لرسلهم لما ابتلوا قد كنا نأبى عليكم وأرضنا عامرة خير أرض فكيف اليوم وأرضنا خراب شر أرض {أَحَادِيثَ} يتحدث بما كانوا فيه من نعم وما صاروا إليه من هلاك حتى ضرب بهم المثل فقيل: تفرقوا أيادي سبأ. {وَمَزَّقْنَاهُمْ} بالهلاك فصاروا تراباً تذروه الريح، أو مزقوا بالتفرق فلحقت غسان بالشام وخزاعة بمكة والأوس والخزرج بالمدينة والأزد بِعُمان.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8